بين ربوع كسروان، أحد أقضية محافظة جبل لبنان، وعلى ارتفاع 1050 متر تقريباً عن سطح البحر، تعتلي بلدة ريفون تلة خضراء هانئة بجوّها المعتدل وتاريخها الحضاري المشرّف لأبنائها وللقضاء ككل.
تفرش ريفون طرقاتها ومعالمها السياحية والدينية والثقافية على مساحة 189 هكتاراً وتبعد عن بيروت 28 كلم. تحدّها غرباً بلدة عجلتون، شمالاً عشقوت، شرقاً فيطرون وجنوباً القليعات.
يرجح المؤرخون اسم "ريفون" الى أصل فينيقي، ومعناه مكان الاستشفاء أو الراحة والسكون، كما ذهب البعض لربطه باسم إله الرحمة والعطف والحنان لدى الفينيقيين، الإله "ريفان"، الذي تشهد بعض الآثار المتبقية في دير ريفون على تعبّد سكان البلدة القدامى له.
وفي الواقع، لا تزال ريفون بلدة تحترم تراثها في الوقت الذي تسعى لتواكب فيه العصر ولا تغفل عن أي تفصيل، إذ إنها وعلى الرغم من حفاظها على أشهر المعالم التاريخية فيها، وأبرزها محطات السياحة الدينية، تلبّي البلدة عن جدارة متطلبات العصر وتنمّي لديها روح الشباب الدائم من خلال سلسلة فنادق ومطاعم ومحطات ترفيهية جميلة.
هذا كله فضلاً عن تكريسها للخدمات الصحية والثقافية التي تتجسد من خلال المركز الثقافي فيها والمستوصف ومركز كاريتاس.
تضمّ ريفون ديرين تاريخيين، دير مار سركيس وباخوس – من أقدم أديرة كسروان- الذي يحتفل بمئويته الثالثة، ودير صغير للراهبات اللعازاريات، و5 كنائس هي كنيسة مار سركيس وباخوس، كنيسة السيدة داخل الدير، كنيسة مار روكز في وسط البلدة، كنيسة خاصة لآل الخازن، وكنيسة المهندس هنري صفير.
تتوسّط البلدة ساحة طبعت عليها الشمس بذاتها، هي منصة للمهرجانات والاحتفالات، لتبقى اللقاءات مكرّسة في فنادق البلدة ومطاعمها وعلى مقاعد أرصفتها.
يصل عدد سكانها الى حوالي ألفي نسمة، يتوزّعون على العائلات التالية: صفير، سعادة، فرسان، مبارك، حجيلي، مراد، الخازن، عقيقي، خليفة، فرح، قاموع، حكيم، مدوّر، بحري، الحاج، ويزيد هذا العدد الى الصعف تقريباً في فصل الصيف على اعتبار أنّ ريفون هي أحد المصايف الأكثر أهمية والأشهر في كسروان.
وإن أردنا الحديث عن الطقس والهندسة وأهل البلدة وجماليتها وحياتها النابضة فإن السطور ستطول من دون أن يكفي الكلام حتى، لتبقى زيارتها شخصياً واستكشافها بالعين المجرّدة خير دليل سياحي عليها وخير "مغامرة".